البلدان يطمحان من خلال الاتفاق الاقتصادي والتجاري إلى زيادة قيمة التبادلات التجارية بينهما أربعة أضعاف لتصل إلى 500 مليون دولار سنويا كخطوة أولى لتعزيز الشراكة.
الوزير المغربي يؤكد أن الاتفاق يجدّد القطاعات التي توفّر إمكانيات كبيرة للاستثمار
الرباط - وقّع المغرب وإسرائيل الاثنين في الرباط، خلال زيارة وزيرة الاقتصاد والصناعة الإسرائيلية أورنا باربيفاي إلى المملكة، اتفاقا للتعاون الاقتصادي والتجاري يطمح من خلاله البلدان الساعيان لتعزيز علاقاتهما إلى زيادة قيمة التبادلات التجارية بينهما أربعة أضعاف، لتصل إلى نصف مليار دولار سنويا.
وقالت باربيفاي في تصريح للصحافيين عقب توقيعها الاتفاق مع نظيرها المغربي رياض مزور إنّ "مستوى التبادلات الاقتصادية والتجارية بين بلدينا اليوم، والذي يبلغ 130 مليون دولار في العام، ليس كافيا. يجب أن نصل بسرعة إلى 500 مليون دولار سنويا".
وقال الوزير المغربي إنّ الاتفاق يجدّد القطاعات "التي توفّر إمكانيات كبيرة للاستثمار"، مثل الصناعات الرقمية من الجيل الرابع، الصناعات الغذائية، صناعة السيارات والطيران والنسيج وتكنولوجيا الماء والطاقات المتجددة، والمواد الطبية والصيدلية.
وأضاف أنّ هذا الاتفاق "خطوة أولى في طريق شراكتنا التي نريدها قوية ومثمرة لبلدينا"، مشيرا إلى أنه ينصّ أيضا على إجراء "مباحثات لإنشاء مناطق صناعية بالمغرب".
ويعزّز هذا الاتفاق التعاون المتسارع بين البلدين منذ استأنفا علاقاتهما الدبلوماسية أواخر العام 2020، في إطار اتفاق ثلاثي اعترفت بموجبه الولايات المتحدة بسيادة المغرب على الصحراء المغربية، المتنازع عليها مع جبهة بوليساريو المدعومة من الجزائر.
وتأتي زيارة باربيفاي، والتي بدأت الأحد وتستمر حتى الأربعاء، بعدما أعطى الجانبان دفعا قويا لعلاقاتهما في أواخر نوفمبر الماضي بتوقيع اتفاق تعاون أمني غير مسبوق، وذلك خلال زيارة وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس للرباط.
وأكدت الوزيرة الإسرائيلية الاثنين أنّ "إسرائيل تدرك مؤهلات المغرب وموقعه بالقرب من أوروبا وأفريقيا"، ما من شأنه أن يفيد "تقدم البلدين في ميدان التجارة العالمية".
ووعدت بالعمل سريعا على "رفع كل الحواجز وإعطاء التسهيلات كافة لتمكين رجال الأعمال الإسرائيليين من بدء العمل" في المملكة.
كما أعلن رياض مزور عن قرب انعقاد منتدى مشترك لرجال الأعمال.وتتفاوض وزارتا المالية في البلدين على اتفاقيات "لتجنّب الازدواج الضريبي والتعاون الجمركي"، وفق ما أفاد بيان لوزارة الاقتصاد والمالية المغربية عقب لقاء الوزيرة نادية فتاح مع باربيفاي صباح الاثنين.
ويسعى المغرب منذ سنوات إلى تنويع اقتصاده المعتمد بالأساس على الزراعة، عبر اجتذاب استثمارات إلى قطاع صناعة السيارات على وجه الخصوص. كما تطمح المملكة لتطوير صناعات محلية على المدى المتوسط.
وتشمل زيارة باربيفاي الرباط والعاصمة الاقتصادية للمملكة الدار البيضاء وقبلتها السياحية مراكش، على أن تعقد اجتماعات مع وزراء ورجال أعمال مغاربة.
كما ستزور شركات إسرائيلية تعمل في قطاعي النسج والزراعة. وحاول حزب العدالة والتنمية الإسلامي المعارض التشويش على الزيارة، حيث انتقد مجلسه الوطني ما وصفه بحالة "الهرولة" نحو التطبيع مع إسرائيل. واتهم الحزب الحكومة الراهنة بـ"الفشل"، داعيا إلى "انتخابات جديدة حرة ونزيهة"، ومشددا على حاجة البلاد إلى "إصلاح سياسي حقيقي".
ويرى مراقبون أن حزب العدالة الإخواني يريد استغلال الانتقادات التي تتعرض لها الحكومة والقضية الفلسطينية لدغدغة مشاعر المواطنين، وهي سياسة يتقن الحزب ممارستها بعد هزيمته في الانتخابات التشريعية الفارطة.
إرسال تعليق