أسعار القمح تتخطى 344 يورو، والنفط يكسّر حاجز 100 دولار والذهب يقفز وبورصة موسكو تعلّق التداولات.
كييف - اتجهت أنظار أسواق السلع الأساسية العالمية إلى أوكرانيا بعد التدخل العسكري الروسي الخميس، لما تكتسبه هذه الدولة من أهمية كبيرة، حيث تمر عبر أراضيها خطوط أنابيب النفط والغاز الطبيعي القادم من روسيا نحو أوروبا، كما تلعب دورا مهما في توريد القمح الصلب، إذ تعرف في القارة العجوز بـ"سلة الخبز".
وسجّلت أسعار الحبوب الخميس مستويات قياسية في جلسات التداول في السوق الأوروبية، وبلغ سعر القمح سعرا غير مسبوق إطلاقا مع 344 يورو للطن الواحد لدى مجموعة "يورونكست"، التي تدير عددا من البورصات الأوروبية.
وارتفعت بشكل كبير أسعار القمح والذرة اللذين تشكل أوكرانيا رابع مصدّر لهما عالميا، منذ افتتاح جلسات التداول، بعد هجوم القوات الروسية على أوكرانيا، مما أثار مخاوف من تأثر الإمدادات العالمية.
كما ارتفعت العقود الآجلة لشحنات القمح والذرة الأميركية بأعلى مستوى تداول الخميس، في حين سجلت أسعار فول الصويا أعلى مستوى منذ 2012.
وزادت أسعار القمح لثالث يوم على التوالي لتبلغ أعلى مستوى منذ أكثر من تسعة أعوام، في حين قفزت الذرة إلى أعلى مستوى في ثمانية أشهر.
وارتفعت الذرة 5.1 في المئة إلى 7.16 دولار للبوشل، مسجلة أعلى مستوى منذ العاشر من يونيو.
وزادت عقود فول الصويا لشهر مايو 4.2 في المئة إلى 17.41 دولارا للبوشل، مسجلة ارتفاعا لسادس جلسة على التوالي. وبلغت في وقت سابق من الجلسة أعلى مستوى منذ سبتمبر 2021 عند 17.56 دولارا.
وتنتج أوكرانيا ما يقرب من 21 مليون طن من الصلب سنويا، تصدر نحو 60 في المئة منه إلى مناطق مختلفة، لاسيما أوروبا. بينما تزود روسيا أوروبا بأكثر من ثلث الغاز الطبيعي الذي تستورده، و25 في المئة من هذا الغاز يمر عبر أوكرانيا.
وقد يتسبب خطا أنابيب "الإخاء" و"الوحدة"، اللذان شُيّدا في أوكرانيا أيام الاتحاد السوفييتي، في انخفاض كبير في كميات الغاز الروسي، في حال شهدا أي خلل.
وعقب الأخبار الواردة من المنطقة، شهدت أسعار الغاز الطبيعي ارتفاعا في العقود الآجلة لشهر مارس في أوروبا.
وأعلنت شركة "غازبروم" الروسية للطاقة، في بيان الخميس، أنها ستواصل نقل الغاز الطبيعي عبر أوكرانيا تماشيا مع العقود.
ويبرز خط أنابيب "الصداقة"، الأطول في العالم لنقل النفط، واحدا من أهم خطوط الأنابيب المتجهة إلى أوروبا، حيث ينقل نحو 100 ألف برميل من النفط يوميا، ويزود بشكل أساسي دول أوروبا الشرقية، مثل سلوفاكيا والتشيك.
وأثر التوتر الجيوسياسي المتصاعد على أسعار النفط، حيث ارتفع سعر برميل نفط برنت أكثر من 3 في المئة، ليبلغ 105 دولارات للمرة الأولى منذ عام 2014.
وصعدت أسعار خام برنت 8.24 دولار أو 8.5 في المئة إلى 105.08 دولار للبرميل، بحلول الساعة 10:45 بتوقيت غرينتش.
وزادت أسعار خام غرب تكساس الوسيط 7.78 دولار أو 8.5 في المئة إلى 99.88 دولارا للبرميل.
وسجل الخامان أعلى مستوياتهما منذ أغسطس ويوليو 2014 على الترتيب.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أعلن صباح الخميس عن "عمل عسكري خاص" في شرقي أوكرانيا، وقال إن الهدف هو "نزع سلاح" أوكرانيا وليس الاحتلال، وفق ما أوردته وكالة ريانوفستي الروسية.
وتجري الولايات المتحدة وإيران محادثات غير مباشرة في فيينا تتعلق بالبرنامج النووي الإيراني، قد تؤدي إلى رفع العقوبات عن مبيعات النفط الإيرانية.
ويحذّر محللون من ضغوط تضخم على الاقتصاد العالمي، نتيجة تخطي النفط عتبة 100 دولار للبرميل، لاسيما في آسيا التي تستورد معظم احتياجاتها من الطاقة.
وفي أسواق المعادن صعدت أسعار العقود الفورية للذهب في التعاملات المبكرة الخميس إلى ذروة عام ونصف العام، بعد إعلان الرئيس الروسي تنفيذ جيش بلاده عملية عسكرية شرقي أوكرانيا.
وزاد سعر العقود الفورية للذهب الخميس بنسبة 1.54 في المئة إلى 1938.34 دولارا للأوقية في التعاملات الأميركية. وفي أوروبا ارتفع السعر بنسبة 2.2 إلى 1724.9 يورو للأوقية.
وارتفع سعر الذهب في تعاملات بورصة كومكس بنسبة تفوق 1.5 في المئة إلى 1939.30 دولارا للأونصة تسليم أبريل المقبل.
كما ارتفع السعر في بورصة طوكيو للسلع 1.41 في المئة إلى 7173 ينا للغرام تسليم أبريل المقبل.
ويعد الذهب أحد الأصول التي يتم التحوط بها ضد ارتفاعات التضخم وضد المخاطر الجيوسياسية وأوقات الأزمات الاقتصادية والحروب.
وأعلنت بورصة موسكو الخميس في بيان أنها "علّقت المبادلات في كل الأسواق. سيعلن استئناف التداول في وقت لاحق".
وتراجعت بورصة هونغ كونغ اليوم في منتصف النهار مع فقدان مؤشر هانغ سنغ 3.11 في المئة من قيمته، بعد الإعلان عن عملية عسكرية روسية في أوكرانيا.
إرسال تعليق