الهواتف الذكية تحتضر إيذانا بنهايتها

الهواتف الذكية تحتضر إيذانا بنهايتها

وداعا

تنطبق نظرية التطور على الابتكارات التكنولوجية والأجهزة الإلكترونية، فبعد انسحاب جهازي الفاكس والهاتف الأرضي والخلوي يأتي الدور في قادم السنوات على الهاتف الذكي الذي استحوذ على مختلف المهام اليومية للبشر ليترك مكانه لابتكارات أخرى كشريحة الدماغ والوشم الجلدي الإلكتروني الذي تحدث عنه بيل غيتس في آخر تصريحاته.

واشنطن – فجّر بيل غيتس مفاجأة جديدة بعد أن كان قد توقع ظهور فايروس كورونا، حيث أكّد أنّه قريبا ستختفي الهواتف وسيتواصل البشر مع بعضهم البعض بتقنيات جديدة لا تحتاج إلى أجهزة محمولة كما هو الحال اليوم.

وبعد أن توقع قطب التكنولوجيا انتشار فايروس كورونا قبل نحو عامين من حدوث ذلك، ها هو يتنبأ بمفاجأة أخرى غير متوقعة في العالم، مشيرا إلى أن اختراعا جديدا في الأفق يتمثل في وشم سيتم وضعه على الجلد بمعالجات دقيقة تساعد على دمجه في الجسم سيحل مكان الهاتف المحمول.

وسيشهد العالم نهاية زمن الهواتف الذكية، كما حدث مع أجهزة الهاتف القديمة وأجهزة الفاكس من قبل.

وتوقع غيتس هذه المرة تطوير تقنية حديثة من قبل شركة “كاوتيك موون” التي يستثمر فيها تركز على البرمجيات والتصميم وتطوير الأجهزة المحمولة، لتصبح على شكل وشم إلكتروني على الجلد تجمع فيه البيانات الطبية والرياضية وتسمح بإجراء المكالمات والرسائل.
بيل غيتس: التقنية الجديدة لن تنفّذ في المدى القريب، وآمل أن تصبح حقيقة وجاهزة في أسرع وقت ممكن


ولفت بيل غيتس إلى أن التقنية الجديدة لن تنفّذ في المدى القريب، معرباً عن أمله في أن تصبح حقيقة وجاهزة في أسرع وقت ممكن.

يذكر أن الوشم الإلكتروني من التقنيات البديلة التي طُرحت في السابق لتجعل الهواتف تتحقق من هوية المستخدم دون الحاجة إلى استخدام كلمات المرور.

ويتألف الوشم من دائرة إلكترونية مرنة يمكن تثبيتها على جسم المستخدم، حيث يمكن للهاتف أن يتصل مع الوشم الإلكتروني للتحقق من هوية مستخدمه.

وقالت نائبة مدير موتورولا للأبحاث المتقدمة آنذاك ريجينا دوجان قبل سنوات، إن هذه التكنولوجيا المصنعة من السيليكون والتي تستخدم دائرات إلكترونية مرنة موجودة حاليًا ومصممة أساسا للاستخدامات الطبية.

وفي 2017 قال باحثون ألمان إنهم ابتكروا وشما إلكترونيا يثبت على الجسم بشكل مؤقت، ويمكن استخدامه للتحكم في الأجهزة الإلكترونية بمجرد لمسة من الأصابع، ما يعني أن تنبؤات بيل غيتس مبنية على قراءات يستند فيها إلى إنجازات تكنولوجية سابقة.

وفي إطار هذه التقنية قام الباحثون بوضع رسم على شكل قلب في نفس مكان وحمة على جسم المتطوع في التجربة، وأمكن للباحثين جعل الوشم الإلكتروني يضيء كلما جاء اتصال على الهاتف من شخص محبب لدى المتطوع، بل وأمكن أيضا إجراء اتصال بهذا الشخص الذي يحدده المتطوع بنفسه عن طريق النقر على مكان الوشم.

وقال يورغن ستايمله عضو فريق الباحثين آنذاك “إننا نستفيد من الخواص المرنة لجلد الإنسان بما في ذلك قدرته على التمطط والانثناء”، مضيفا أنه “من الممكن عن طريق جعل الوشم يستجيب للتغييرات التي تطرأ على سطح الجلد، استخدامه لتنفيذ العديد من الأوامر”.

وتوقع مدير المنتجات الرقمية في شركة “فيون” جورج هيلد السنة الماضية أيضا أنه سيتم التخلص التدريجي من الهواتف الذكية في غضون عشر سنوات، إذ سيصبح هذا الجهاز الذي سيطر على الاهتمام لفترة طويلة بدائيًا، وسيتم استبداله بتقنيات أكثر تقدما في الأعوام القليلة القادمة.

ومن التطورات التكنولوجية الواعدة أيضا، والتي توشك أن تُعجل بنهاية عصر الهواتف الذكية، شريحة الدماغ التي أعلن عنها إيلون ماسك في 2020.

ففي العام 2017 أعلن ماسك عن شركة جديدة “نيورالينك” والتي تهدف إلى زرع الكومبيوتر في دماغ الإنسان مباشرة بوصلات عصبيّة وهي تقنية تتعدّى اندماج العالمين الحقيقي والرقمي.

وعلى افتراض نجاح هذه التجارب العلمية، فإن دمج الإنسان مع الآلة هو النهاية المنطقية للطريق الذي فتحته الهواتف الذكية أمامنا. فإذا كانت هذه الهواتف قد مكنتنا من الوصول إلى المعلومات والواقع الافتراضي وتضعها أمامنا عندما نحتاج إليها، فإن الشبكية العصبية في أدمغتنا ستجعلنا نستغني عنها.

ويقول ماسك صاحب شركتي “تيسلا” و”سبايس أكس” إنه “بسبب تقدّم الذكاء الاصطناعي الذي أدّى إلى تقدّم تقنيات هامة كالمساعد الصوتي والواقع الافتراضي، فإن على الإنسان أن يُعزّز نفسه تقنيّا ليواكب تطوّر الآلة”.

سنتكلم كالمجانين مستقبلا

ولا أحد ينكر أن أجهزة الهواتف الذكية قد خلقت ثورة حقيقية في عالم الاتصالات، فهي صغيرة بما يكفي لتحمل في أي مكان، وتمتلك قدرات ضخمة بما فيه الكفاية تمكنها من التعامل مع عدد متزايد من المهام اليومية.

ويُحسب لها أنها استطاعت خلال رحلتها السريعة أن تصلنا بالمعلومة والإنترنت والعالم الرقمي، وأن تضعها أمام أعيننا مباشرة، لكن تقنية الوشم وشريحة الدماغ في حال نجاحها ستضع أجهزة الهواتف على رف المتاحف، فبعدها لن يكون هناك أي حاجة إلى جهاز منفصل، إذ سيمكن للناس أن يقوموا بالمكالمات الهاتفية والتواصل مع الآخرين ومتابعة الأفلام وممارسة الألعاب من خلال بثّها دون أجهزة.

وفي مواجهة توقعات قرب نهاية الهواتف الذكية، يؤكد آخرون أنها لن تختفي، بل ستستمر في التطور مع المزيد من المزايا والمهام، وستكون محور كل شيء في حياتنا، بل ويذهب المتفائلون ببقائها إلى ما هو أبعد من ذلك، ويرون أنها ستحقق طفرة هائلة في حياة الناس بحلول عام 2030.

أما عن التبعات الاقتصادية لانسحاب الهواتف الذكية من الحياة، فحتما ستتكبد الشركات المعنية بصناعة وتطوير هذه الأجهزة خسائر بالمليارات من الأرباح التي كانت تجنيها، بل سيعلن بعضها الإفلاس مثلما وقع مع اندثار الهواتف السابقة لشركات عملاقة مثل نوكيا وإريكسون.

وسيكون الحظ من حليف شركات التقنية التي ستستخدم الذكاء الاصطناعي والواقع الافتراضي لتطوير مثل تلك النظارات الذكية أو ما شابهها من الابتكارات.


أترك تعليقا

أحدث أقدم