ربيع عربي جديد يلوح في الأفق مع تصاعد الأزمة الأوكرانية

ربيع عربي جديد يلوح في الأفق مع تصاعد الأزمة الأوكرانية

 البنك الدولي يحذر من تنامي الاضطرابات الاجتماعية مع تفاقم مخاوف الأمن الغذائي في الشرق الأوسط وأفريقيا، بسبب الحرب بين دولتين من أكبر مصدري الحبوب في العالم.

ثورة الجياع قادمة


واشنطن - حذر البنك الدولي الخميس من احتجاجات وأعمال شغب مشابهة لأحداث الربيع العربي التي انتشرت بعدة دول منذ عام 2011، بسبب التضخم الناتج عن الغزو الروسي لأوكرانيا.

وقالت كارمن راينهارت، كبيرة الاقتصاديين في البنك الدولي، إن ارتفاع أسعار الطاقة والغذاء بسبب الغزو الروسي لأوكرانيا قد يفاقم مخاوف الأمن الغذائي القائمة في الشرق الأوسط وأفريقيا، وقد يؤدي إلى تنامي الاضطرابات الاجتماعية.

وتستضيف ألمانيا اجتماعا عبر الإنترنت لوزراء زراعة دول مجموعة السبع الصناعية الكبرى الجمعة، لمناقشة تداعيات الغزو وسط مخاوف متزايدة تتعلق باستقرار أسواق الغذاء.

وذكرت راينهارت في مقابلة مع وكالة رويترز "ستكون هناك تداعيات مهمة على الشرق الأوسط وأفريقيا وشمال أفريقيا وأفريقيا جنوبي الصحراء الكبرى، على وجه التحديد"، والتي تعاني بالفعل من انعدام الأمن الغذائي.

وأضافت "من المعروف أن انعدام الأمن الغذائي وأحداث الشغب كانا جزءا من قصة الربيع العربي"، مشيرة إلى أن الانقلابات الناجحة والفاشلة زادت في العامين الماضيين.

وبدأت احتجاجات الربيع العربي في 2010 في تونس، ثم امتدت إلى خمسة بلدان أخرى هي ليبيا ومصر واليمن وسوريا والبحرين.
ومن الممكن أن تؤدي الزيادات المفاجئة في أسعار الغذاء إلى اضطرابات اجتماعية مثلما حدث في 2007 - 2008 ثم مجددا في 2011، عندما ارتبطت أحداث شغب في أكثر من 40 دولة بارتفاع أسعار الغذاء العالمية.

وذكر البنك الدولي الشهر الماضي، بعد أيام على بدء الغزو الروسي لأوكرانيا الذي تصفه موسكو بأنه "عملية خاصة"، أن أسعار السلع الزراعية زادت بالفعل 35 في المئة على أساس سنوي، ومن المتوقع أن تواصل الارتفاع بسبب الحرب، نظرا إلى أن روسيا وأوكرانيا من كبار مصدري القمح والذرة والشعير وزيت دوار الشمس.

وحذّر البنك من أن التداعيات قد تكون قاسية، خاصة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، حيث تستورد بلدان مثل مصر نحو 80 في المئة من القمح الذي تحتاجه من أوكرانيا وروسيا، وموزامبيق أيضا على سبيل المثال تعتبر "مستوردا كبيرا" للقمح والزيت.

ويقول خبراء إن ارتفاع أسعار الطاقة والغذاء قد يساهم في زيادة ديون العديد من البلدان منخفضة الدخل، وهناك نحو 60 دولة تعاني من "ضائقة الديون".

وقالت راينهارت إن بلدان آسيا الوسطى تواجه أيضا تحديات اقتصادية كبيرة، نظرا إلى علاقاتها الاقتصادية والتجارية الوثيقة مع روسيا، التي يتوقع صندوق النقد الدولي أن تنزلق إلى "الركود" هذا العام، بسبب العقوبات الغربية.

وأشارت إلى أن ذلك قد يؤدي إلى "اضطرابات في أسعار صرف العملات، وإلى تهافت الناس على البنوك خوفا من حدوث أزمة، إضافة إلى ارتفاع مخاطر انعدام الأمن الغذائي"، وتابعت أن "تدفقات اللاجئين المحتملة قد تعقّد وتفاقم الأزمة".

أترك تعليقا

أحدث أقدم