العلاج باللعب يقلل من اضطراب فرط الحركة لدى الأطفال

العلاج باللعب يقلل من اضطراب فرط الحركة لدى الأطفال

الأطفال الذين تعرضوا لسوء المعاملة أو تعرضوا لأحداث صادمة أو مرهقة للغاية قد يستفيدون من العلاج باللعب لاستعادة الإحساس بالحياة الطبيعية.


الدمى أكثر الأساليب شيوعا في العلاج باللعب


عمان ـ أفادت دراسات علمية فعالية العلاج باللعب على الأطفال الذين يعانون من اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه والاكتئاب واضطرابات القلق واضطراب ما بعد الصدمة والصدمة الجسدية والعاطفية والعنف الجنسي والإساءة الجسدية أو العاطفية.

كما يفيد العلاج باللعب الأشخاص الذين يعانون من التواصل والتعبير عن أنفسهم بطريقة إيجابية وصحية وقد يستفيد الأطفال الذين تعرّضوا لسوء المعاملة أو تعرضوا لأحداث صادمة أو مرهقة للغاية من العلاج باللعب لاستعادة الإحساس بالحياة الطبيعية.

وفي دراسة أجريت عام 2019 حول فعالية العلاج باللعب مع الأطفال العدوانيين قسّم الباحثون الأطفال الذين لديهم تاريخ من السلوك العدواني إلى مجموعتين تعرضت إحداهما للعلاج باللعب، بينما اعتبرت الثانية مجموعة تحكم وفي نهاية الدراسة وجد الباحثون أن الأطفال الذين تعرضوا للعلاج باللعب أظهروا تحسنًا ملحوظًا في السلوكيات العدوانية.


عادةً ما يستفيد الأطفال المصابون باضطرابات معينة تعيق تعبيراتهم العاطفية والاجتماعية بشكل كبير من العلاج باللعب


وأثبت تحليل في عام 2015 على 93 دراسة أجريت بين عامي 1953 و2000 حول فعالية العلاج باللعب مع الأطفال النظرية القائلة إنها طريقة فعالة لعلاج الأطفال وإن هذا الشكل من العلاج أنتج تأثيرات إيجابية أكثر من ذلك الذي يشارك فيه والدا الطفل في العلاج. ووجدت أيضًا أن هذا الشكل من العلاج يبدو فعالًا لكل الأعمار وللجنسين.

وهناك نوعان رئيسيان من العلاج باللعب يستخدمهما المعالجون، وهما العلاج التوجيهي باللعب ويتخذ المعالج من خلاله نهجا عمليا ويقود الطفل من خلال أنشطة اللعب الموجهة لمساعدته على التعبير عن نفسه ويعطي للطفل عادة تعليمات محددة ويشرف على قيامه بها. والعلاج باللعب غير التوجيهي ويستفيد من بيئة أقل تحكمًا ويترك المعالج للطفل مساحة الانخراط في أيّ أنشطة لعب قد يستمتع بها ويعبر عن نفسه فيها مع تدخل محدود.

وقال الدكتور أمجد أبوجدي أستاذ الإرشاد والتقييم النفسي المشارك إنه نظراً لما يتمتع به اللعب من خصائص تفاعلية، فقد استخدم منذ نصف قرن ونيف كأحد أساليب التدخل العلاجي مع الأطفال الذين يُعانون من مشكلات انفعالية، واجتماعية، وسلوكية، فأصبح من الطرق الإكلينيكية الفاعلة للتعامل مع مشكلات الأطفال، وذلك من خلال توفير بيئة تواصل آمنة.

وأضاف أن اللعب بالنسبة إلى الأطفال يُعد بمثابة قاموسهم اللغوي، يعكسون من خلاله أفكارهم، وحاجاتهم، ومشاعرهم، وهو ما يُتيح للأطفال التعلم والتعايش في عالم يتصف بالأمن والتقبل، حيث يتعامل الطفل في اللعب مع أشياء واقعية مرئية وغير مرئية والتي تعد رموزا لأشياء أخرى خبرها الطفل بطريقة مباشرة أو غير مباشرة.


وتتضمن بعض الأساليب الأكثر شيوعًا التي يستخدمها المعالجون باللعب في جميع أنحاء العالم الفن، واللعب بالرمل، وألعاب اللوح، والدمى ولعب الورق والشطرنج أو الداما. والغميضة، ولعبة الليغو.

وعادةً ما يستفيد الأطفال المصابون باضطرابات معينة تعيق تعبيراتهم العاطفية والاجتماعية بشكل كبير من العلاج باللعب ويمكن أن يشمل هؤلاء الأطفال الذين يعانون من اضطرابات سلوكية أو صعوبات التعلم.

والعلاج باللعب هو طريقة للتلبية والاستجابة لاحتياجات الصحة العقلية للأطفال وعرفها الخبراء على نطاق واسع كتدخل فعال ومناسب للتعامل مع نمو عقل الطفل. وعامة ما تستخدم مع الأطفال في عمر 3 إلى 11عاما وتوفر لهم طرقا في التعبير عن تجاربهم ومشاعرهم من خلال الطبيعة والتوجيه الذاتي وعملية الشفاء الذاتي. وفي الغالب يقوم الأطفال بإيصال الخبرات والمعرفة من خلال اللعب حيث أصبح اللعب أداة مهمة ليعرفوا ويتقبلوا أنفسهم ويتقبلون الآخرين.

أترك تعليقا

أحدث أقدم